هل شعرت يوماً ما بتعكر وإضطراب مزاجك العام أوإنتابتك رغبة عارمة في الصراخ
والبكاء من دون وجود سبب محدد لذلك؟!
فإذا مررت فعلا بذلك، لا بد أن تعلم أنها حالة شائعة وتحدث عادة بسبب التغيرات
التي تطرأ على الصحة الجسدية أو النفسية.
ولعل التعاطي مع التغيرات التي تطرأ بصورة مفاجئة على الحالة النفسية،
وتسبب لك حالة من اليأس والإحباط، تتطلب معرفة العوامل التي تؤدي إلى حدوثها،
ومن ثم تحديد كيفية التعامل معها، وذلك وفقا لما يلي :
أولا - التغيرات الهرمونية :
فعند التعرض لحالة مزاجية سيئة في الوقت نفسه من كل شهر، يمكنك الاستنتاج
أن الهرمونات التي يفرزها الجسم هي السبب الرئيسي لحدوث ذلك.
وعلى سبيل المثال، يقوم المبيضان جسم المرأة بإنتاج هرمونات الأستروجين والبروجستيرون قبل أسبوع واحد من موعد الدورة الشهرية، حيث يرتفع مستوى هرمون البروجسترون ومن ثم ينخفض بشكل فوري وملحوظ، مما يؤثر على المشاعر والحالة النفسية ويجعل النساء
عرضة للغضب والانفعال الزائد.
وفي هذا السياق، أكد الخبراء أن هذه الحالة تعرف بـ"متلازمة ما قبل الحيض"،
حيث يعزى التغير المفاجئ في المزاج العام للمرأة إلى التقلبات الهرمونية
التي تحدث بجسمها خلال هذه الفترة.
أما للتخفيف من هذه الحالة، فيُوصى بتناول الأطعمة التي تحتوي على أحماض الأوميغا 3 مثل الأسماك، والجوز، وفول الصويا، كما يمكنك تناوله على شكل مكملات
غذائية تحتوي على 600 غرام من الأوميغا 3.
ثانيا - الكافيين :
إذ يعد الإفراط في تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكافيين من الأسباب الرئيسية لتقلبات المزاج، بالإضافة إلى الشعور المفاجئ بالتوتر والقلق، لا سيما أن الكافيين يعد أيضا من المواد التي تحفز الدماغ، وعندما يعتاد الجسم على جرعات عالية من هذه المادة، سيعاني بالطبع من أعراض مختلفة مثل التعب، والصداع، والشعور بالحزن والكآبة، لذا يُنصح بعدم استهلاك أكثر من 200 ملليغرام من الكافيين يوميا.
ثالثا - الكربوهيدرات :
بحيث إذا كنت بصدد اتباع حمية غذائية معينة، فمن الضروري لك الإطلاع على المواد والعناصر الغذائية كافة، والتي تشتمل عليها أصناف الأطعمة التي تندرج ضمن هذه الحمية، كما يجب الانتباه إلى الحصص اليومية من النشويات والسكريات عند اتباعك لنظام غذائي معين.
أما السبب في ذلك، فيرجع إلى أن انخفاض مستويات السكر في الدم يسبب صعوبة في التركيز، ويؤدي إلى حدوث تغيراً مفاجئاً في المزاج العام، علماً بأنه يمكنك الحصول على حصص كافية من النشويات والسكريات من مصادر الكربوهيدرات الصحية كالأرز البني، فيما يمكن الحصول على الجلوكوز من الفاكهة أو العسل.
رابعا - إضاءة غرفة النوم :
فالحالة المزاجية ترتبط بشكل مباشر بنمط نومك وحصولك على ساعات كافية من الراحة والاسترخاء أثناء الليل، علما بأن إضاءة غرفة نومك تلعب دوراً مهما في مساعدتك على النوم وتخليصك من حالة الأرق، حيث أظهرت الأبحاث أن ضوء التلفاز الخافت والمنبه الرقمي وحتى أشعة المحمول، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، لأنها تجعلك عرضة للقلق واضطرابات النوم.
كما تعمل الأضواء على خفض إنتاج هرمون الميلاتونين بالجسم، في حين أن عدم الحصول على مستوى مستقر من الميلاتونين، يؤدي إلى تعطيل أنماط النوم العادية، لذا يُنصح باختيار إضاءة خافتة لغرف النوم، وإطفاء جميع الأجهزة الكهربائية والرقمية عند ذهابك للنوم .
