رائحة البنزين تعيد الذكريات وتمتلك مفعول المخدر

يجد بعض الأشخاص متعة في استنشاق مادة البنزين، رغم ما يمتلكه هذا الأمر من آثار مدمرة للصحة، خصوصاً لوظائف الدماغ وجهاز المناعة، إلى جانب ارتباطه الوثيق ببعض أنواع سرطان الدم،

وهو ما يدفعنا للسؤال عن سبب عشق أولئك الأشخاص لرائحة البنزين مع كل ما تحمله من آثار سلبية.

ويكمن الجواب على هذا التساؤل بأن هناك روائح معينة تذكرنا بأوقات مررنا فيها بتجارب جميلة، فرغم أن الاستنشاق العميق لرائحة البنزين يشكل خطراً كبيراً على الصحة، إلا أن تلك الرائحة تولد مشاعر البهجة عند بعض الأشخاص بسبب الأبخرة الموجودة فيها والتي ترتبط بروائح أخرى تحفز الدماغ
على استعادة الذكريات الجميلة.
ويقول الخبراء إن استنشاق رائحة البنزين قد يشعر بعض الأشخاص بالحنين إلى الماضي وإلى طفولتهم، فهو يذكرهم بالرحلات التي كانوا يقومون بها في المدرسة أو مع العائلة، فنحن نتأثر بالروائح التي تحفز الذكريات، وفي الواقع فإن الجزء المسؤول عن استقبال الروائح في الدماغ هو جزء من الجهاز "الحوفي" المسؤول عن السيطرة على المشاعر.
وينبغي علينا أن نحلل مكونات البنزين، حتى ندرك لماذا يصدر هذه الرائحة الجذابة للبعض، حيث يتكون البترول من البنزين وأنواع أخرى من الهيدروكربونات، وهي مركبات عضوية موجودة في أشياء أخرى كالمنظفات المنزلية والدهانات وبعض أنواع الصمغ، لذا فإن استنشاق هذه المنتجات عن قصد يشكل خطراً على الصحة، إذ يمتلك مفعولاً يشبه تأثير المخدر الذي يعمل على تعطيل وظيفة الجهاز العصبي، وبالتالي الوصول بالشخص إلى حالة من الانتشاء، وهو أمر مشابه لتأثير الكحول على الدماغ.
وينبغي الحذر من استنشاق رائحة البنزين من قطعة قماش مبللة به أو شمه من وعاء،
 حيث يرتبط هذا الأمر ببعض أنواع سرطان الدم.
ولكن لا داعي للقلق وحبس الأنفاس عند الدخول إلى محطة البنزين، إذ إن الروائح المتطايرة هناك
لا تسبب أي ضرر رغم انتشارها، حيث يؤكد العلماء أن تلك الرائحة تتطلب استنشاقاً عميقاً حتى تعطي مفعولها وما يلحقه من أضرار وخيمة بالصحة .