السبت، 12 يناير 2013

مرضى تويتر على موعد مع البدانة

 
 
اكتسح تويتر الساحة العربية مؤخّراً. وأشار الموقع الالكتروني "أريبيان بزنس"
في الخامس من مارس لعام 2012 إلى أنّ نسبة مشاركة المجتمع السعودي في تويتر
تمثّل ما نسبته 38% من إجمالي المغردين في العالم العربي. توجد هذه الإحصائية حاجة ماسة
إلى متابعة الوضع عن كثب والإلمام بكافة عواقب التوسّع التكنولوجي هذا.
ذكرت صحيفة "هافينغتون بوست" في نشرة الثامن والعشرين من فبراير لعام 2012
أنّ  دراسة جديدة أجرتها مجموعة هارتمان تؤكّد على أنّ العديد من الأفراد يتناولون الطعام
بينما يكتبون التغريدات على صفحاتهم. ونوّهت إلى  أنّ 29% من مستخدمي الانترنت
الذين أجري البحث عليهم كانوا يتناولون الطعام أثناء جلوسهم على الموقع الاجتماعي "تويتر"
مع العلم بأنّ تلك النتائج جاءت إثر تعقّب الأفراد لمدة شهر كامل (ديسمبر من عام 2011).
وارتفعت النسبة بين جيل الألفية الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و32 عام بحيث قفزت
إلى حوالي 47%. ووجدت الدراسة أنّ جيل الألفية يلجأ إلى الانترنت أكثر من التلفاز والراديو
والكتب للحصول على وصفات الأطعمة المختلفة.
وذكر لوري ديميرت من مجموعة هارتمان في تصريح صحفي أرسله إلى صحيفة الديلي ميل
عبر البريد الالكتروني أنّ انتقاء الوصفات عبر الأجهزة الرقمية يرتبط بالعملية البصرية
أكثر من الحسية. فغالبا ما تكون الصورة هي الدافع وراء انتقاء بعض الوصفات دون غيرها.
واتّضح أن الأشخاص لايأخذوا بأية نصيحة مكتوبة على الانترنت والمواقع الاجتماعية
وإنّما يسعوا إلى انتقاء تلك المكتوبة من قبل أفراد ومشاهير يجارون الموضة والعصر.
يشير الدكتور ديميرت إلى أنّ أحداً لايتناول الطعام وحيداً في هذه الأيام؛ حيث أصبح الأفراد
يتحدثون مع أصدقائهم عبر الهاتف أويكتبون التعليقات على المواقع الاجتماعية أثناء تناوله
إن لم يكن هنالك أحد بجوارهم من أفراد العائلة المقرّبين.
ووجدت الدراسة أنّ وجبة الغذاء هي الأوفر حظا؛ حيث غالبا ما يكون الفرد على تواصل
مع الآخرين عند تناولها.
لا تمثّل هذه النتائج خبرا سارا في واقع الأمر. فأشارت العديد من الأبحاث إلى أنّ المرء
يستهلك كميات أكبر من الطعام إن كان هنالك ملهّيات تحيط به. فما بالك إن كان الفرد أثناء
موعد الوجبات على صفحة تويتر التي تضم العشرات؟
لا ينبغي التهاون بهذا الشأن على الإطلاق نظرا إلى ارتفاع معدّل السمنة بشكل يدعو للقلق.
فأشارت صحيفة الرياض في نشرة السادس من يونيو لعام 2010 إلى أنّ المملكة العربية السعودية
تسجل ارتفاعاً عالمياً في السمنة بحيث تصل نسبتها إلى 83%. هذا وتتعدد المؤشرات
على تفشي ظاهرة السمنة. فذكرت صحيفة الرياض في نشرة التاسع عشر من أكتوبر
لعام 2010 أنّ إحدى التقارير البريطانية تشير إلى أنّ السعودية هي الضحية التالية للسمنة
وأنّ المملكة تنفق ما يزيد عن ثلاثة مليارات دولار سنويا على الحالات المرضية المرتبطة بالسمنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق