السبت، 30 مارس 2013

هل أنت مدمن على إستعمال هاتفك الذكي؟


يعرف العلماء "الإدمان" بأنه حالة تتضمن حاجة نامية لمادة معينة كالأدوية أو الكحول،
حيث يحتاج الشخص المدمن إلى هذه المواد ليشعر بالراحة والانتشاء، وعندما ينقطع عنها
 يعاني من أعراض خطيرة تؤثر على حياته.
ويشيرون إلى أن التكنولوجيا الحديثة تمتلك تأثيراً نفسياً مشابهاً؛ لأنها تحسن المزاج وتحفز مشاعر الإمتاع عند مستخدميها، وخاصة البريد الالكتروني بسبب ما يسميه العلماء بـ"عامل التعزيز بنسب مختلفة"، فنحن لا نعلم متى سنستقبل بريداً الكترونياً مرضياً لذا نستمر بتفقده باستمرار.
وتساعدنا الهواتف الذكية على رؤية مقاطع الفيديو والأمور الجديدة على تويتر، بالإضافة إلى أنها تمكننا من تفقد البريد الالكتروني، فهل يعتبر هذا السلوك صحياً؟
يعتمد هذا الأمر على ما إذا كان استعمال الهاتف الذكي يلهيك عن عملك أو حياتك العائلية، فقد يكون إلهاءً صغيراً كتجاهل صديقك أثناء تناول الغداء معه لتحديث حالتك على الفيسبوك قائلاً إنك تستمتع بتناول الغداء مع هذا الصديق، أو إلهاءً كبيراً كتجاهل مشكلة مع شريك حياتك أو زملاء العمل لتفقد البريد الالكتروني، أو الإحساس بالتوتر لأن الآخرين يبقون على اتصال دائم طوال اليوم والأسبوع،
ما يجعلنا نشعر بأننا يجب أن نكون كذلك أيضاً.
ولكن بعض الباحثين يعتقدون أن هناك إشارات تدل على الاختلال الوظيفي أو الإدمان، فقد أظهرت دراسة أجريت العام 2011 أن الأشخاص لا يدمنون على الهواتف الذكية بقدر ما يدمنون على
"عادة التفقد" التي تتطور مع استخدام الهاتف الذكي، والتي تتضمن تفقد التحديثات الجديدة والرسائل الالكترونية بالإضافة إلى تفقد وسائل التواصل الاجتماعي.
وكشفت هذه الدراسة أن هناك عوامل تتعلق بالبيئة المحيطة تنمي هذه العادة كالإحساس بالملل، كما كشفت العادة أن المستخدم الطبيعي لهذه الهواتف يتفقدها 35 مرة يومياً لمدة 30 ثانية، وتزيد هذه المرات عندما تكون هناك معلومات جديدة كثيرة، كأن يحدد أحد الأصدقاء مكانه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

مقاطعة الحياة :
قد تكون الهواتف الذكية سبباً للإدمان، ولكنها قد تعرض صحتنا العقلية للخطر، فهي تغير علاقتنا مع الكمبيوتر إلى درجة تتجاوز ما اختبرناه مع الحواسيب المحمولة، فمن خلال حجمها الصغير واستعمالها السهل وتطبيقاتها المجانية، فإنها تجعل الناس يبقون هذه الهواتف بالقرب منهم منذ لحظة استيقاظهم حتى خلودهم إلى الفراش، وخلال هذا الوقت تعطي هذه الهواتف سيلاً من الرسائل والتنبيهات، بالإضافة إلى الوصول السهل إلى عدد هائل من مصادر المعلومات، فهي مصممة لفرض المقاطعات والإلهاءات المستمرة وتسرق منا قدرتنا على المحافظة على التركيز حتى نتأمل أو نفكر بهدوء.
فهذه التكنولوجيا تؤثر على قدرتنا على التركيز والتفكير بعمق، لأن بني البشر يمتلكون غريزة فطرية لمعرفة كل ما يجري من حولهم، فالسبب الحقيقي وراء إدمان الناس على هذه الهواتف هو أنهم لا يستطيعون تحمل فكرة أن أي معلومة جديدة قد تفوتهم مهما كانت صغيرة، وإن لم تكن قوياً بشكل كافٍ لمقاومة إغراء الهواتف الذكية؛ فعليك أن تتخلص منها نهائياً.
وإن لم تكن قادراً على التخلي عن هاتفك الذكي، يقترح الخبراء اتخاذ الخطوات التالية
 للسيطرة على استخدامها :

• كن واعياً للأسباب التي تدفعك إلى تفقد هاتفك، فهل هي الملل أم الوحدة أم القلق؟
فقد يساعدك أمر آخر على إراحتك.
• كن قوياً عندما يرن هاتفك الذكي، فليس عليك الإجابة في كل مرة وتستطيع مقاومة هذا الإغراء من خلال تعطيل إشارات التنبيه.
• كن منضبطاً ولا تستخدم هاتفك في مواقف معينة، خصوصاً عندما تكون مع أطفالك أوأثناء القيادة أو الاجتماعات، أو في ساعات معينة، وستتفاجئ بقدرتك على السيطرة على انتباهك.
فقد اكتشفت مجموعة للعمل أن تحديد وقت معين لا يستخدم فيه الهاتف الذكي يؤدي إلى زيادة الفعالية والتعاون والرضا عن العمل، لذا كن أكثر ذكاءً من هاتفك الذكي وحاول إبعاده عن نفسك تدريجياً؛ كأن تبدأ بعدم استعماله لمدة 15 دقيقة ثم 30 دقيقة ثم ساعة كاملة، إلا إن كنت تتعامل مع أمر طارئ، وألا تستعمل محرك البحث في الهاتف إلا أن كنت تريد معلومات هامة، كما ينبغي عليك الالتزام بعدم استخدام الهاتف الذكي لأي غرض كان أثناء القيادة، وبعد شهر من تطبيق هذه الخطوات ستجد نفسك قادراً على التركيز وأكثر وعياً بما يحيطك وأكثر تحديداً بالأمور التي تحتاجها

من هاتفك الذكي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق