الخميس، 14 أغسطس 2014

التخيل يعد تمرينا يحدث داخل العقل

هل تؤثر الأشياء التي نتخيلها على سلوكنا في المستقبل؟
يرى علماء أن إستحضار صورة ذهنية معينة لمعرفة المكان الذي فقدنا فيه شيئا ما، يحرك قدرة العقل المتينة على تصوّر العالم الخارجي من خلال الإستبطان أو الحدس أو تخيل السلوك.
ولكن يبقى السؤال: كيف نتأكد أن تلك الصورة المُتخيلة هي مماثلة تماما للواقع؟
ومن أجل الإجابة عن هذا السؤال ابتكر باحثون طريقة ذكية طلبوا خلالها من بعض المشاركين

تخيل صورة محددة في أذهانهم وهي إما دائرة حمراء اللون مع خطوط أفقية أو خضراء
مع خطوط عمودية.
وقام العلماء بعد ذلك بإستخدام ما يُعرف بإختبار التضاد بين العينين لمعرفة تأثير الصورة المتخَيلة على سلوك المشاركين ويكون ذلك من خلال تعريض كل عين لصورة مختلفة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تشوش في الدماغ.
ولان الدماغ لا يستطيع معالجة الصورتين بشكل متتال، فإنه يتذكر إحداهما كنموذج سائد، وتكون إحدى الصورتين اللتين يضمهما الاختبار هي الصورة التي تخيلها المشاركون مسبقاً.
وجاءت نتائج الإختبار كما توقعها الباحثون، حيث إن المشاركين تذكروا الصورة التي تخيلوها بداية، الأمر الذي يشير إلى أن ما نتخيله له تأثير بارز وحقيقي على سلوكنا لاحقا.
إلى ذلك نجد ان فريق البحث إعتمد على مجموعة من شروط التحكم للتأكد من عدم وجود تأثيرات وتغيرات أخرى، كالذوق الشخصي، على النتائج.
وقال عدد من المسؤولين عن الدراسة إن قدرة الإنسان على اختبار العالم المحيط به تُعد من أكثر العمليات التي يدرسها العلم إبهاراً وغموضاً في الوقت ذاته، والأكثر من ذلك إثارة للدهشة هو قدرته على تخيّل العالم المحيط به رغم عدم وجود تحفيز من ذلك العالم.
وحملت نتائج الدراسة دلالات لم تقتصر على كيفية تصوّر الإنسان للعالم في الحاضر، بل تعدت ذلك إلى كيفية إداركه للأحداث في المستقبل.
وبين الباحثون أن تخيل المواقف والأحداث يعد من القدرات الأساسية التي تتيح للفرد التفكير والتخطيط بنجاح للأحداث المستقبلية، وذلك يُعد بمثابة تمرين داخل العقل.
مع العلم أنّ الأبحاث في المستقبل ستركزعلى كيفية انحراف مهارة التخيل عن مسارها، مما يؤدي إلى استحضار صور ذهنية غير مرغوب بها ومثيرة للمشاكل كالهلوسة على سبيل المثال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق