انتشر مؤخراً إلتهاب رئوي حاد في السعودية وأسفر عنه عدة وفيات بناءاً على ما ذكرته منظمة الصحة العالمية . يعتبر فيروس "كورونا"، هو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، حيث تمثل ١٥% من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان، وهو يعد نمطاً جديداً، ويمكن انتقاله من شخص لآخر في حالات نادرة ومحدودة، لذا فهو "لا يشكل قلقاً" للصحة العامة.
وفصيلة فيروسات كورونا، هي فصيلة كبيرة تشمل فيروسات قد تسبب طائفة من الأمراض للإنسان، تتراوح بين نزلات البرد الشائعة ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم "السارس"، كما تسبب الفيروسات المنتمية إلى هذه الفصيلة عدداً من الأمراض لدى الحيوانات.
(سجلت أول حالة للمرض في سبتمبر 2012 في المملكة العربية السعودية والتي أسفرت عن
وفاة المريض)
نشأة المرض
ما هو التهاب الرئوي الحاد ( السارس)؟
يعتبر السارس مرض تنفسي يحدث نتيجة فيروس كورونا تسمى بفيروس كرونا مرتبط بالسارس. وتعد فيروسات كرونا المسبب الشائع لأمراض الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك الرشح لدى البشر ويسبب أمراض عدة لدى الحيوانات.
سجلت أول حالة بمرض السارس في الصين في نوفمبر 2002. ومنذ ذلك الحين، أبلغ عن هذه الحالة في دول عدة. وفي شهر حزيران 2003، شخص أكثر من 8.400 شخص بهذا المرض حول العالم و توفي حوالي 800 شخص إثره، أو حوالي 10 بالمئة ممن التقطوا المرض.
ما زال مدى قدرة انتشار هذا المرض غير واضح. وما زالت منظمات الصحة تتعقب هذا المرض عالمياً.
ما هي أعراض المرض ؟
ولكي ينطبق تشخيص السارس، ينبغي أن يكون لدى المرء:
•درجة حرارة أعلى من 100.4 درجة
•عرض واحد أو أعراض أخرى لأمراض الجهاز التنفسي مثل السعال وضيق في التنفس ومشاكل في التنفس أو نقص الأوكسجين، أو دليل بالأشعة السينية للالتهاب الرئوي أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة. تتشكل هذه الأعراض قبل يومين إلى سبعة أيام من الأعراض الأولية والتي تشتمل على الصداع ووجع الجسم وشعور بالضيق.
•السفر في غضون 10 أيام إلى مناطق موبوءة بالمرض أو الاقتراب من شخص سافر إلى أحد هذه المناطق والذي شخص بالسارس أو اقترب من شخص مريض بالسارس.
•دليل مخبري بمرض السارس ( كشف بفيروس كرونا مرتبط بالسارس أو أجسام مضادة لفيروس الكرونا المرتبط بالسارس).
كيف يصاب المرء بالمرض؟
يعتقد خبراء الصحة بأن من أكثر الطرق شيوعاً لإصابة المرء بالسارس وهو بالاتصال المباشر لمادة ملوثة ( على سبيل المثال، إفرازات الجهاز التنفسي كالمخاط) من شخص مصاب. ومن الطرق الممكنة لانتشار السارس بملامسة جلد أشخاص آخرين أو أدوات ملوثة مع قطرات معدية من السعال أو العطس لشخص مصاب بالسارس.
ومن الممكن أن ينتشر السارس عبر الهواء أو بأي وسيلة أخرى لا تعرف حالياً.
تشير المعلومات الحالية إلى أن الأشخاص المصابين بالسارس هم الأكثر احتمالاٍ لأن ينشروا المرض للآخرين عندما تظهر لديهم الأعراض. ولا يعرف كم يدوم قبل أو بعد بدأ الأعراض بحيث تكون عدوى السارس قادرة على الانتشار للآخرين.
ويكون الأشخاص المسافرين أو العائدين من مناطق في العالم ظهر بها عدد كبير من حالات السارس هم الأكثر خطراً للإصابة بعدوى السارس.
كم يستغرق المرض ليتطور؟
يستغرق المرض من يومين إلى 10 أيام لكي يتطور. وينطبق الأمر مع الرشح، وتذكر أنه لا يصاب جميع من اتصلوا بالفيروس بالمرض.
تشخيص المرض؟
أولا التحاليل الروتينية ، صورة الصدر ، وقد تم تطوير اختبار سريع لكشف فيروس الكورونا، وبالنسبة للمراكز المتخصصة هناك حالياً ثلاثة اختبارات تشخيصية تستخدم، ولكنها بحاجة للمزيد من البحث والتمحيص قبل إتاحتها للإستخدام على نطاق واسع.
العلاج ؟
بالإضافة للسوائل وريدية ومغذيات وأكسجين والتنفس الإصطناعي ، هناك دواء "الريبافرين" وهو دواء مضاد للفيروسات ويساعد كثيراً، الى جانب الستيروئيدات المفيدة، وهناك معالجات أخرى يتم تطويرها واختبارها حالياً.
الوقاية من المرض؟
لا يوجد مع الأسف تطعيم "لقاح" حتى الآن ، يجب الحفاظ على الصحة الشخصية والنظافة، وتغطية الأنف والفم بمنديل ورقي أثناء العطاس أو السعال وغسيل اليدين مباشرة بعد ذلك بالصابون السائل، واستخدام المناشف التي تستعمل لمرة واحدة، أو استخدام مجفف اليدين بعد الغسيل، واتباع السلوكيات الصحية السليمة من طعام مناسب وتمارين منتظمة وراحة كافية وتجنب التدخين ، والتأكيد على تهوية المكان بشكل مناسب سواء في المنزل أو المكتب وفتح النوافذ من وقت لآخر، وصيانة المكيفات وتنظيفها بشكل منتظم، والحفاظ على أثاث المكتب والمنزل وتجهيزاتهما نظيفة على الدوام، وعلى الذين لديهم التهابات تنفسية مهما كان نوعها وشدتها أو من يعتني بهم ارتداء قناع الوجه، واستشارة الطبيب حالاً عند وجود أدنى شك بهذا المرض .
تسجيل أخر وفاة حتى الآن 9-3-2013
حالة وفاة جديدة في السعودية بفيروس "الكورونا"
أعلنت السلطات الصحية في المملكة العربية السعودية، وفاة مواطن أصيب بأحد السلالات الفتاكة لفيروس "الأنفلونزا"، المعروف باسم "كورونا"، في الوقت الذي سعت فيه إلى طمأنة المواطنين والمقيمين في المملكة، بالتأكيد على أن الفيروس "لا يشكل قلقاً" على الصحة العامة.
وذكرت وزارة الصحة السعودية أن المواطن، الذي لم تكشف عن هويته، توفي في أحد المستشفيات بمنطقة "القصيم"، مشيرة إلى أنه عند الاشتباه بالحالة، تم أخذ عينة وفحصها في مختبرات المملكة، كما جرى إرسالها أيضاً إلى مختبرات مرجعية أوروبية، وجاءت النتيجة ايجابية لفيروس "كورونا" الجديد.
رأي الخبراء والاطباء:
يقول البروفيسور جون أوكسفورد، وهو خبير في علم الفيروسات في كوين ماري، جامعة لندن:
"لا يدق هذا الفيروس ناقوس الخطر بشكل كبير".
واضاف ":بالطبع يمكن للمرض أن ينتقل بين أفراد الاسرة الواحدة وذلك لانهم يتشاركوا ببعض الأمور بيسر وسهولة مثل المناشف وفرش الأسنان.. الخ.
أما البروفيسور إيان جونز، من جامعة ريدينغ البريطانية، يقول: ليس" صحيحا " انه ينتقل بسهولة من شخص لآخر على الرغم من انه خطير لكنني لا أعتقد أنه سيكون أسوأ من بعض حالات العدوى التنفسية الأخرى، بل أنه مجرد فيروس جديد ليس أكثر."
بينما قال البروفيسور ويندي باركلي، من امبريال كوليدج في لندن، انه من الحكمة
أن تراقب الفيروس عن كثب.
وقال "نحن أقرب بخطوة إلى القلق المتزايد، ولكن ليست بدرجة تصل
إلى أن نقول أن هناك وباء قادم يحدق بنا".
(أُرسلت بتآريخ 9-3-2013)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق