الخميس، 11 سبتمبر 2014

طرق إمتلاك القناعات والتعبير عن الرأي

التعبير عن نفسك والمجازفة في كونك ستخطئ أمام الآخرين يولد قناعات قوية ..
تقول هيلين البالغة من العمر 31 عاما،  لم أكن أعلم ما علي قوله عندما يسألني أحدهم عما أعتقده . يشعرني بأنني غبية ومتزمتة ومملة وغير متحمسة . فعندما أكون بمفردي لا أجد نفسي ممتعة . عندما أكون مع صديقاتي ويتناقشون في السياسة لا أتفوه بشيء لأني لا أملك وجهة نظر في الموضوع . ويبدو لي بأن الوضع يزداد سوءاً كلما كبرت.
إن كنت أستمع لمناظرة أحد خبراء حول الفروق بين الرجل والمرأة ، سأرضخ للنقاش بصيغة المخاطب ومن ثم أغير ذهني عندما أستمع لوجهة نظر مختلفة . يجعلني هذا الأمر أبدو سخيفة لكوني مترددة ، لذلك لا أتفوه بشيء . لا أملك الجرأة على طرح سؤال في النقاش . حتى وإن كان لدي وجهة نظر في الموضوع ، فقبل أن أقول أي شيء أفكر به مرارا، وأخبر نفسي بأني لا أملك كل الحقائق ، وأني لست في موقع لتبني فكرة ، لذلك لا أقل شيئا . فما يمكنني فعله بهذا الشأن ؟
1- اكتشاف العلة ..
يجد البعض صعوبة في التعبير عن ارائهم ، حتى في المواضيع المباشرة . وبما أنه من المألوف أن تمتلك وجهة نظر في أي أمر وعرضها على العالم من قبل وسائل الإعلام المرئي، سيشعر أولئك المترددون بالريبة والبعد عن تلك المواقف .

توجد ثلاث شخصيات ممن يواجهون صعوبة في التعبير عن أرائهم . تقول الأخصائية النفسية ليندا بلير : هنالك أشخاص لا يعرفون ما هو رأيهم في الموضوع، وأناس لا يأبهون في إيصال أفكارهم للآخرين وأغلبهم يكونوا أطفال في مقتبل العمر حيث يعتبر دفعهم إلى وضع أهداف أو إيجاد قناعة لديهم  في غاية الصعوبة .
وأما الفريق الثاني فهم مفكرون محايدون، ممن لديهم الحق بالقول أو لا يودون قول شيء. حيث يميل هؤلاء الأشخاص إلى الخوف من المواجهة ، لذلك يظهرون قلقهم عندما يطلب رأيهم في موضوع . وقد يستمر الأمر لديهم طوال حياتهم ، حيث لا تختفي هذه المشكلة مع تقدم العمر .
ومن ثم يأتي الأشخاص الذين يعتقدون بأن ما يقولونه لا يستحق السماع إليه ، ولا يملكون القدر الكافي لتشكيل أرائهم . وقد يأتي هذا من رسائل تلقوها عندما كانوا يافعين ، حيث تعرضوا للنقد بشكل غير لائق أو لم يمدحوا على أرائهم . قد يفتقر أولئك الأفراد إلى مهارات التواصل الإجتماعي، حيث أن المراهقين يتراجعون عن أرائهم بالمقارنة لنظرائهم .
2- المسببات ..
تقول الأخصائية والمحللة النفسية كاثرين ألكولومبير : يجب النظر إلى عدم القدرة على تكوين رأي كتجنب المواجهة . فتبني وجه نظر يعني عليك التعبير عن نفسك والمجازفة في كونك ستخطئ أمام الآخرين، وهذا أمر لا يمكن تصوره لدى البعض .

قد تنتج المشاكل من عقد ترسخت في الشخص منذ الصغر، والذي يحدث في تلك الحالات غضب نابع من طبيعة العلاقة مع الآخرين لا من نقص المعلومات أو المعرفة .
يعتبر الكبت عادة متأصلة في الشخص، حيث كلما قل تعبير الشخص عن رأيه كلما واجه صعوبات لتكوين أراء يؤمن بها . يبدأ هؤلاء الأفراد في الاعتماد على أراء وجهات نظر الأخرين، وهذا ما يزيد الطين بلة . حيث أن الانقياد لأراء الآخرين يحرر المرء من مسؤولية ما يعتقده الآخر فيه . حيث أن الفائدة الجلية لجعل الآخرين يقررون عنك لديها تبعات مضرة في إقناع أنفسنا بأننا لا نقدر بشيء .

3- الحل ..
إسترخي :
تقول الأخصائية تشارلي كونغي : يرتبط الخوف من التعبير عن الرأي بالقلق من ارتكاب الأخطاء . فمن الطبيعي أن تستفسر عن أرائك ومعرفتك، ولكن ليس لدرجة تجعلك غير قادر على إتخاذ قرار والمبادرة . بمقدورك تعلم التقليل من القلق بإتباع وسائل الإسترخاء كالتنفس بعمق . بمجرد ما تتقن الاسترخاء ، ستجد الأمر بغاية السهولة للتحدث وعدم الشعور بالكبت .

4- قم ببحثك الخاص :
تقول الأخصائية ألوكولومبري :قرار تحمل المسؤولية لأحاسيسك عائد إلينا ، ولكن هذا يتطلب الجهد . خذ وقتك في القراءة والتفكير وكون أرائك الشخصية . فالإعتماد على هذه الوسيلة من شأنه أن ينعش إعتزازك بنفسك وتعيد إكتشاف قدرتك على قول ما تفكر فيه . ستنمي علاقاتك مع الآخرين بشكل أفضل وكذلك مع نفسك .

5- تفحص مخاوفك :
تقول ألوكولومبري : عليك أن تسأل نفسك، ما هو الكبت ؟ هل هي وسيلة للذود بالنفس؟ لما أخشى من التعبير عن رأيي ؟ هل مخاوفي تلك حقيقة أم وهمية؟ فهذه ليست سوى وسيلة لتسيطر على الجوانب التي تخشاها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق