الأحد، 20 أبريل 2014

علامات متعددة لكشف الكذب

الكاذب المحترف بين الموهبة والتمرس ..
- يتجه العالم في أيامنا هذه إلى الاحتراف في كافة الجوانب ، من العمل والمهنة إلى المهارات وحتى الرياضة التي أصبحت بمثابة الاستثمار التجاري إلى جانب فوائدها الصحية والمتعة التي تعود على متابعيها ، لكن هل يمكن أن يعمم الاحتراف كذلك ليصل إلى الكذب، لنصادف يوما ما شخصا "محترفا بالكذب"

لا شك بأن الكذب يعد عبارة عن مهارة فطرية يكتسبها الإنسان منذ الولادة حيث أظهرت دراسة قام بها عالم النفس روبرت فيلدمان من جامعة ماساتشوستس أنّ أكثر الأطفال شعبية هم أكثرهم قدرة على الكذب.

وفي سبيل أحكام الكذبة من جميع الجوانب وجعلها تبدو حقيقية ولا يستطيع أحد أن يكشف سترها ، فإن هناك العديد من الأساليب التي يستخدمها "المحترفون" من أجل الارتقاء بكذبتهم ، ولعل أهمها امتلاك السبب حيث لا "يتعب" الكاذب نفسه إلا من أجل مصلحة شخصية ، ولا يتكبد عناء الكذب إلا اذا أراد الحصول على شئ يريده.

وبعد أن يقرر المحترف البدء بالكذبة يقوم برسم "خطة استراتيجية" والتي تبدأ بوضع حجر أساس لها ، بمعنى  أنّ الكاذب المحترف لا ينتظر إلى أن يقع الحدث ويتم الاستجواب، بل يقوم بتأليف قصة محكمة قبل ذلك ، حيث يذكر عالم النفس "بيل فلاناغان"  أنّ أولئك الذين يحبكون القصة ويفكرون بكافة تفاصيلها يتمكنون من الخلاص من المواقف الحرجة.

بالتأكيد أن الخبرة والتمرس في "عالم الكذب" يحتم على الشخص ضرورة قول الحقيقة ولكن بشكل مضلل حيث أنّ الكذبة في هذه الحالة لا تكون مطلقة. وبالتالي يصعب على الآخرين اكتشافها، من جهته يقول هذا الشخص الحقيقة لكن بطريقة تترك إنطباعاً زائفاً. وبالتالي هذه الطريقة هي عبارة عن مراوغة فحسب.

ويشترك الكاذبون المحترفون بذات "الموهبة" التي يتمتع بها المتحاورون الجيدين؛ حيث يمكن لكليهما أن يقنعا الشخص المقابل بطريقة سهلة وذكية في حين يساعد التعاطف  الشخص على تحديد ما يرغب الجمهور سماعه ، وبالتالي سهولة القضاء على أي شبهات أو شكوك لدى الطرف الاخر.

 وإن أراد الشخص أن تكون كذبته مقنعة فلا بدّ له من أن يُحدّد هدفه ومبتغاه. كما وينبغي عليه أن يحدد اهتمامات الآخرين وما يمتلكونه من معلومات.

وبالتأكيد تتطلب الكذبة الناجحة ضرورة الإلمام بكافة التفاصيل، حيث تصل إلى درجة كتابة البعض لهذه التفاصيل خوفاً من النسيان وسعيا وراء إحكامها بشكل أكبر ، لأن اخبار تفاصيل مختلفة لأكثر من شخص يساهم في كشف هذه الكذبة إذا تمت المقارانات.

للأسف هي بالنسبة للكثير من الكاذبين عبارة عن استمتاع ومرح حيث "يتلذذ" بعضهم في تضليل الآخرين لذلك يحاولوا  التركيز قدر الإمكان وخاصة فيما يتعلق بتعابير الوجه التي تلعب دوراً كبيراً في كشف الكذبة
حيث يمكن للشخص المقابل إكتشاف الكذبة من طريقة النظرك إلى الكاذب ومن محاولته لتغيير الموضوع بأسرع وقتٍ ممكن.

ولعل من أفضل الطرق لكشف الكاذب هو الانتباه إلى ما يسمى لغة الجسد والتي يعنى بها بعض الحركات التي يقوم بها الشخص مثل لمس أنفه أو عدم النظر بأعين الآخرين وهذه كلها إشارات تدل على الكاذب ، فيما المحترف منهم يمكن أن يكون متمرساً على هذه الحركات ويقوم بتجنبها

ومع أول بادرة للكشف عن "ستر" الكذبة يبدأ الكاذب بمحاولة التلاعب وتحويل الموضوع وذلك سعياً وراء التخلص من الضغوط والخروج "بسلامة" من المأزق.

وفي بعض الأحيان وبدلاً عن الهروب أو التبرير يقوم الكاذب برد فعل عكسي بعد كشف كذبته حيث يقوم بالهجوم على الطرف الآخر ، حيث  تُشير الحقائق أنّ الإنسان لا يشعر بالراحة عند إختلاق الكذبات، كما ولا يشعر بالراحة أيضاً عند اتّهام الآخرين.

من هنا نستطيع أن ندرك السبب وراء العدوانية التامة التي يرد فيها السياسيون على الاتهامات والأسئلة المختلفة !!

وبعد أن يتم اكتشاف الكذبة تبدأ مرحلة المساومة من قبل الكاذب المحترف وذلك في سبيل التهرب من النتائج والعواقب المترتبة على الكذبة وكذلك التخلص من الشعور بالذنب "ان وجد"!

بالتاكيد نؤكد أولاً واخيراً بأن الكذب غير مقبول على كافة الصعد وفي جميع المجالات ، ولابد للشخص الذي يمتلك هذه "الموهبة" أن يستثمرها في أشياء مفيدة تعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه بدلاً من بذل الجهد والوقت في "رسم" كذبات ومحاولة تضليل الآخرين
وبالطبع نؤكد أيضاً بأن ليس للكذب ألوان ولا أوطان حيث الكثيرين يبررون فعلتهم بأنها كذبة "بيضاء" فالكذب بالنهاية كذب وليس له أي مبرر أو حجج
ونحن هنا نفرد أساليب الكذب ليس "لمدح" هؤلاء الموهبين إنما من أجل توعية الجميع بهذه الطرق لتسهيل إكتشافهم وفضح أعمالهم

وقد تناولت دراسة قام بها خبراء في علم الاجتماع ركزت على بعض تصرفات الكاذب وبالتالي تسهل عملية اكتشافه وهي كالتالي :
 - الكاذب يتجنب النظر المباشر إلى العينين.. لذلك تجدونه ينظر في جميع أنحاء الغرفة دون أي هدف أثناء حديثة، وإذا ما قمتم بتدقيق النظر تجدونه ينظر إلى مخرج الغرفة بشكل مطول.

- الكاذب سيقوم بالجلوس وهو يضع رجليه متقاطعتين أو نفس الوضعية بالنسبة ليديه لان ذلك يعبر عن اتخاذه لموقف دفاعي.

- حدقات العين سوف تكون ضيقة أو أضيق من المعتاد وذلك لان الكذب يسبب القلق.

- سيقوم الشخص الكاذب بوضع يده على وجهه وحول فمه أثناء الكذب. لان عقله الباطن يوجهه إلى تغطية كذبته.

- الشخص الكاذب سيتكلم بسرعة وذلك لكي يخفف من الضغط الذي يعانيه أثناء تلفيق الكذبة.

- إذا ما سألتم الكاذب بعض الأسئلة فأنه سيقوم ببعض الحركات اللاإرادية كأن يحرك رأسه بالإيجاب إذا كان الجواب الحقيقي وهو يحاول إخفاءه والعكس صحيح.

- الكاذب سيحاول أن يبالغ في إظهار صدقه أو أن يكون مرحا بشكل زائد وذلك لكي يقوم بتضليلك وكسب ثقتك في نفس الوقت.

- الكاذب سيقوم بالتلعثم أحيانا أو سيقوم بإعادة بعض الجمل دون أي داعي لان ذهنه مشغول في تلفيق الأكاذيب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق