الأحد، 5 أكتوبر 2014

العامل النفسي أهم المؤثرات في الشعور بالرضا الوظيفي

سواء أكنت مسؤولا أو مجرد عامل بسيط، فكل منا يسعى بالدرجة الأولى إلى الشعور بالرضا عن نفسه في عمله، وبالتالي يصل إلى الرضا الوظيفي الذي يؤثر بشكل كبير على نفسيته، ويدفعه إلى المزيد من العمل والإبداع والتميز.
ولأن الموظف يقضي ساعات طويلة في عمله، فإن وضعه النفسي في العمل ينعكس سلباً أو إيجاباً على بقية يومه وحياته الخاصة وعلاقاته الاجتماعية، فإذا كان الموظف راض عن وظيفته انعكس ذلك إيجابياً على حياته وبيته وأصدقائه، أما العكس فيؤدي إلى معضلة تؤثر على حالته النفسية وعلاقاته وتقود إلى الحزن والاكتئاب والعصبية.
من جانبهم، يتفق علماء النفس على أن هناك عشرة عوامل مشتركة تلعب دوراً في تحقيق الرضا الوظيفي أياً كانت الظروف، إذ تأتي على رأس هذه القائمة المشاحنات اليومية، والتي قد لا يوليها البعض أي أهمية، فيما تؤثر بشكل سلبي في الواقع على الشعور بالرضا الوظيفي، لا سيما إذا تكرر حدوثها.
ومما لا شك فيه، يعد الحصول على الأجر العادل من أهم العوامل التي تساهم في الشعور بالرضا الوظيفي، حيث يتشجع الموظف لمزيد من العمل والإبداع والانتماء للمكان الذي يعمل به، في حين أن الأجر غير المناسب، قد يقلل من رغبة الشخص في العمل أو الابتكار، خصوصا إذا كان هناك بعض الزملاء ممن يقومون بنفس العمل ويتقاضون أجراً أكبر.
كما تساهم الإنجازات أيضا في دفع الإنسان للشعور بالرضا، لكن قد يكون تحديد الدور الذي يتولاه المرء لإحراز الإنجازات أمراً صعباً إن كانت المؤسسة أو الشركة التي يعمل بها كبيرة وضخمة، إذ إن أصعب موقف يمكن أن يمر على الإنسان في وظيفته أن لا يستطيع أن يعرف ما إذا كان يقوم بعمل جيد أو أن أدائه سيء، وذلك ببساطة لأنه لا يجد أي رد فعل أو ملاحظات من المسؤولين، وبالتالي لن يتمكن من تصحيح بعض الأخطاء أو تعويض النقص في جانب من جوانب عمله، فالتعليقات الإيجابية تدفع بالطبع إلى الشعور بالرضا الوظيفي التام.
ومن أكثر الأمور التي تثير في نفس الموظف الرغبة في إثبات القدرات والمهارات، هي تحدي النفس، فالصعوبة والتنويع في العمل يدفع الإنسان إلى بذل الجهد الكبير في سبيل تحقيق الإنجاز وبالتالي الشعور بالرضا والسعادة وإثبات القدرات العالية.
ولعل شعور الموظف بأنه يعيش على مدار ساعات عمله في "سجن" وأنه مراقب من قبل المشرفين والمدراء من شأنه أن يقلل إنتاجيته، لكن في حال تم إعطاؤه الخيار بتحديد الكيفية التي يرغب في اتباعها لتنفيذ مهامه، فإن هذا يدفعه للشعور برضا أكبر، وإلا فسيحاول بشتى الطرق "التمرد" على العمل أو اتباع طرق لتعويضه .
إن التشجيع وتقديم الحوافز المادية والمعنوية من أكثر العوامل التي تدفع الموظف كي يبذل كل جهده من أجل العمل، فقيام المؤسسة أو الشركة بالعمل على منح الحوافز والترقيات يساعد الموظفين بشكل كبير على الشعور برضا وظيفي أكبر.
من جهة أخرى، قد لا يكون انعدام الرضا ناتج عن أسباب إدارية في بعض الأحيان، إنما بسبب الحياة الشخصية وهموم المنزل ومسؤولياته، حيث يرى الباحثون أن الأعباء والهموم الوظيفية غالباً ما تؤثر سلباً على الحياة العائلية، فضلا عن أن لكل إنسان شخصيته المميزة عن الآخر، لذلك قد يكون شعور بعض الأشخاص بالرضا أمراً سهلاً، بينما قد يكون أمراً صعباً بالنسبة إلى غيرهم ، فيما لا يمكن إرضاء جميع الأشخاص في آنٍ واحد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق