الأربعاء، 14 أغسطس 2013

"التمتمة" دليلك لإيجاد ضالتك

حديث النفس: ضرب من الجنون أم ماذا؟
 

ما رأيك بالشخص الذي يتحدّث مع نفسه أثناء التجوال في الشارع أو المتاجر المختلفة أو حتى أثناء قيادة السيارة؟ لا بدّ وأنّك تظن أنّ كلمة "مجنون" هي أقل ما قد يُقال بحقه، أليس كذلك؟ ولا ريب وأنّك ترمقه بنظرات استهتار وسخرية أيضاً! ولكن ما رأيك إن قلت لك أنّك قد تحتاج إلى القيام بالمثل بعد قراءة هذه المقالة.
قد تبدو التمتمة من التصرفات غير مقبولة اجتماعياً إلّا أنّها صحية ومفيدة في واقع الأمر. أشارت دراسة حديثة أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا إلى أنّ التمتمة أثناء التجوال تساعد الأفراد الطبيعيين والعاقلين على إيجاد حاجياتهم المفقودة.
يعتقد معظم الأشخاص أنّ حديث النفس هو أول علامة من علامات الجنون إلّا أنّ هذه الدراسة تفترض أنّ لذاك الحديث فوائد جمّة. فيساعد النطق بالكلمات على تركيز كامل الانتباه على الضالّة المرجو إيجادها. هذا وتبيّن أنّ تلك الطريقة تجدي نفعاً أكثر ممّا يحدث عند رؤية الكلمات المسطّرة.
كما ووجد الباحثون أنّ المرء يحصل على نتيجة أفضل كلّما كرّر الكلمات أكثر وأكثر. أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أنّ إقدام الطفل على الحديث مع نفسه أثناء أداء المهمات التي يتضمّن إنجازها أداء خطوات عديدة يرشد سلوكياتهم نحو الاتّجاه الصحيح ويساعدهم على التركيز على ما بين أيديهم.
ولكن لم يكن العلماء واثقين مما إذا كان التكلّم بصوت مسموع على هذا النحو يساعد البالغين كما هو الحال مع صغار السن ولا سيّما عند البحث عن غرض معيّن.
يوجد العديد من الأفراد الذين يتّبعون أسلوب التمتمة مع الذات في الأماكن العامة مثل المتاجر الغذائية. استوحى العلماء من أولئك الأفراد الذين لا ينفكوا يذكرون أسماء بعض المواد الغذائية في المتاجر وأجروا تجربتين في سبيل البحث فيما إذا كان ما يقومون به يجدي نفعاً.
عرض الباحثون في التجربة الأولى 20 صورة مختلفة على المشاركين ومن ثمّ طلبوا من مجموعة معيّنة أن تبحث عن صورة معيّنة بعد أن وضعوا أمامهم ملصق يذكر اسم ما يوجد في تلك الصورة وطلبوا من مجموعة أخرى أن تبحث عن صورة معيّنة مع تكرار اسم ما يوجد في تلك الصورة. وتبيّن أنّ إيجاد الصورة المطلوبة استغرق وقتاً أقصر من المجموعة الثانية.
أمّا فيما يخص التجربة الأخرى، عرض الباحثون من جامعتي بنسلفانيا ويسكونسن ماديسون مجموعة من الصور للمواد التي يمكن إيجادها على رفوف المتاجر في العادة على المشاركين ومن ثمّ طلبوا منهم إيجاد ما شاهدوه في الصور وتجميعه في أقصر ووقت ممكن. وتبيّن أنّ من كان يردد على نفسه بصوت مرتفع اسم السلعة التي يبحث عنها تمكّن من إيجادها في غضون فترة قصيرة من الزمن.
وتبعاً لذلك، ينصح العلماء النفسيين  الأفراد بتكرار كلمة "مفاتيح" على أنفسهم بصوتٍ مسموع
نوعاً ما وهم يبحثون عنها لتكون النتيجة أسرع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق