لا تذهب إلى السرير وأنت غاضب أبداً

كان يقول أجدادنا منذ القدم "لا تذهب إلى السرير وأنت غاضب أو حزين"، فهل هذه مجرد أقاويل ومعتقدات قديمة غير صحيحة ؟
لقد تم إجراء عددا قليلا من الأبحاث والدراسات بشأن هذه القضية لمعرفة مدى صحة هذه المقولة. وأظهرت  دراسة أجريت مؤخرا ونشرت في مجلة "العلوم العصبية" صحة هذه المقولة، إذ وجد الباحثون بأن ذهاب الشخص إلى السرير وهو يحمل مشاعر الغضب والإحباط و المشاعر السلبية،  يعمل على تعزيز تلك المشاعر ويؤدي إلى تفاقمها وبقائها في اللاوعي حيث تحفر في النفس والذاكرة أثناء النوم، بل فهي تبقى مع الشخص حتى حين استيقاظه.
شملت هذه الدراسة مائة وستة أشخاص من كلا الجنسين تم اختيارهم بشكل عشوائي، حيث عرضوا لهؤلاء الأشخاص مجموعة من الصور المختلفة التي أثارت مشاعرهم الإيجابية وبعضها أثارت مشاعرهم السلبية. وبعد ذلك راقب الباحثون ما حدث للأشخاص بعد 12 ساعة من مشاهدة  الصور.
قام بعض هؤلاء الأشخاص بالنوم مباشرة بعد مشاهدة الصور، ومنهم من بقي مستيقظا لفترة. 
قام الباحثون بمراقبة الأشخاص الذين ناموا مباشرة أثناء نومهم وذلك بقياس نشاط الدماغ عن طريق مراقبة حركة العين المتكررة وتقلباتهم وأنينهم أثناء مشاهدتهم للأحلام التي تعرضوا لها في تلك الليلة. أعاد الباحثون عرض الصور على نفس الأشخاص مرة أخرى في اليوم التالي، فوجدوا أن الأشخاص الذين لم يخلدوا إلى النوم مباشرة بعد مشاهدة الصور كانت ردود أفعالهم قوية، أما الأشخاص الذين غطوا في النوم بشكل مباشر لم يتأثروا كثيرا هذه المرة، ولم يلاحظ  عندهم أي فرق في ردود الأفعال في اليوم التالي. مما يؤكد أن النوم يخزن ويحفظ ردود الأفعال العاطفية في الدماغ.
ومن هنا ننصحك بعدم النوم حاملا معك مشاعر سلبية كالغضب أو الخوف أو الحزن.
التمرين التالي يساعدك على تفريغ هذه المشاعر :
استنشق الهواء من أنفك 4 ثوان واحتفظ فيه 10 ثوان وفرغه 5 ثوان. زد المدة مع الحرص أن مدة التفريغ تساوي نصف مدة الاحتفاظ بالهواء في الجسد. تخيل أنك تدخل الراحة والاسترخاء إلى جسدك مع الشهيق وتخرج الأفكار والمشاعر والذكريات السلبية مع الزفير.
طبق هذا التمرين يوميا قبل النوم؛ فقد أثبتت الدراسات أنه من الخطير أن نخزن الأفكار السلبية داخلنا لأنها تخزن في اللاوعي وتؤثر على كل كبيرة وصغيرة في حياتنا، كما أن النوم يستنهض ما خزناه طوال فترة استيقاظنا ويثبته. لذا علينا تطبيق هذا التمرين لنفرغ كل ما خزنا من طاقة سلبية خلال يومنا قبل أن يثبت في اللاوعي. وأن نملأ آخر 45 دقيقة من يومنا بالسعادة والراحة والتفاؤل.
النوم أثناء الشعور بالإستياء والغضب يحافظ على هذه العواطف السلبية في الذاكرة والنفوس .